
بعد مأساة طريق المنوفية.. الأوقاف تحذر من القيادة المتهورة وتدعو للوعي والالتزام

في أعقاب الفاجعة التي هزت محافظة المنوفية صباح الجمعة، والتي أسفرت عن مصرع 18 فتاة وسائق ميكروباص إثر تصادم مروع مع شاحنة نقل ثقيل، أصدرت وزارة الأوقاف بيانًا رسميًا عبّرت فيه عن أسفها الشديد للحادث، محذّرة من خطورة الاستهتار بقواعد القيادة، ومؤكدة أن الطرق لم تعد فقط وسيلة انتقال، بل ساحة لفقدان الأرواح نتيجة غياب الوعي والمسؤولية.
وقالت الوزارة إن بعض السائقين يتعاملون مع الطريق وكأنه ملكية خاصة، فيمارسون السرعة الزائدة، ويتجاوزون الإشارات بشكل عشوائي، في تجاهل تام لقواعد السلامة، مضيفة: «هناك من يعتقد أن القيادة بسرعة شجاعة، وأن من يلتزم بالهدوء في الطريق يُعطّل حركة السير، متناسين أن لحظة تهور قد تحرم إنسانًا بريئًا من العودة إلى بيته».
وأكد البيان أن تجاوز الإشارات، أو استخدام الهاتف أثناء القيادة، تحت مبررات مثل "الطريق فاضي"، ليست فقط مخالفات مرورية، بل جرائم في حق النفس والغير. ودعت الوزارة إلى اعتبار الالتزام بإشارات المرور واجبًا شرعيًا وأخلاقيًا، مستشهدة بآيات قرآنية مثل: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" و "ولا تقتلوا أنفسكم"، إلى جانب حديث الرسول ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
كما شدد البيان على أن تجاهل قوانين المرور تحت شعار "أنا سايق كويس" هو تصور خاطئ، لأن السلامة على الطريق مسؤولية جماعية، وأي خطأ بسيط قد يكلّف حياة إنسان. واختتمت الوزارة رسالتها بدعوة للسائقين: «القيادة الآمنة ليست ضعفًا، بل وعي وشجاعة. كن قدوة، وسِرْ وكأنك تحمل أرواحًا على عاتقك، لأنك حقًا كذلك».
تفاصيل الحادث
الحادث المفجع وقع صباح الجمعة أعلى الطريق الإقليمي أمام قرية مؤنسة التابعة لمركز أشمون، عندما اصطدمت شاحنة نقل ثقيل (تريلا) بميكروباص كان يقل فتيات في طريقهن إلى العمل بالمنطقة الصناعية بمدينة السادات. أسفر الحادث عن مصرع جميع الفتيات داخل الميكروباص، إلى جانب السائق.
ووفقًا لتحريات الجهات المعنية، فإن الضحايا جميعًا من قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، وتتراوح أعمارهن بين 14 و22 عامًا، وغالبتهن عاملات في مصانع بالمنطقة الصناعية، بينهن من تركت الدراسة لتعول أسرتها، ومنهن من كانت على وشك بدء حياة جديدة.
وعلى الفور، انتقلت قوات الشرطة والمرور إلى مكان الحادث، وتم الدفع بعشر سيارات إسعاف لنقل الجثامين إلى مستشفيات أشمون، قويسنا، الباجور، وسرس الليان، كما تم القبض على سائق الشاحنة، والتحفظ على المركبة، بينما باشرت النيابة العامة التحقيقات.
قائمة الضحايا
وجاءت أسماء الضحايا، حسب ما ورد من المستشفيات، كالتالي:
مستشفى قويسنا: ميادة محي فتحي، هنا علام، مروة أشرف، آية زغلول، شيماء خليل، أدهم محمد (السائق).
مستشفى الباجور: شروق خالد، جنى يحيى، تقى محمد أحمد، هدير عبدالباسط، شيماء محمود محمد.
مستشفى سرس الليان: أسماء خالد، شيماء رمضان.
مستشفى أشمون: سمر خالد، ملك خليل، إسراء عبدالخالق، رويدا خالد، سارة محمد، ضحى همام.
خيم الحزن على قرية كفر السنابسة، التي فقدت العديد من بناتها في لحظات. بعض المنازل ودعت أكثر من ضحية في آنٍ واحد، لتتحول الجنازات إلى مأتم جماعي يعكس حجم المأساة. وتصدر وسم "حادث المنوفية" منصات التواصل الاجتماعي وسط دعوات للرقابة الصارمة على الطرق وسائقي النقل الثقيل، وتوفير وسائل مواصلات آمنة للعاملين.
وتتابع الجهات المعنية تحقيقاتها للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات، وسط مطالب شعبية بتشديد العقوبات على المخالفين لقواعد المرور، والتوسع في حملات التوعية للسائقين.


استطلاع راى
هل تتوقع انتهاء التصعيد بين إيران وإسرائيل؟
نعم
لا
اسعار اليوم
